خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

يوم الانتخاب.. حكاية الطاووس وديك الحبش والحبر اللزقة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
م. باهر يعيش

تصحو على صوت العصافير.. تزقزق بحرية، ونسمات من هواء بِكرٍ يخلو من نفثات من غازٍ ضار، يخلو من جعير محركات تجعر وأصوات صفّق الهواء عندما تمر المركبات مسرعة في الشوارع العريضة فتتسبب في ضيقه؛ إش...إش...إش..إش....متلاحقة كمن يصفع أحدًا. تحسب أنك تنام وتصحو على صوت ماتور ماء يجاهد لينقل الماء من قعر الأرض لصهريج من بلاستيك (لزوم العصر) على سطح بيتك. تحسب أنّك تحلم لكن الأحلام تأتي عادة في منتصف فترة نومك وأنت تغوص بأحلام تحقق لك ما لا ولم ولن تستطيع تحقيقه في الحقيقة؛ تكسب اللوتو، تكسب رضا صاحبة السعادة السلطانة (سلطانة البيت).. بيتكم، ربما النجاح في انتخابات تخوضها وأنت على وجهك في السرير وتغصّ في نوم عمييييق يقربك من مركز الأرض.

تنجح في الانتخابات (في الأحلام) وتتربع على كرسي في المجلس بمركبة نصف نمرتها حمراء... من غير سوء ومميزات الدخول على أي مسؤول/مسؤولة بلا مواعيد تحتاج لأعوام وأنت (ترنّ) كلما رنّ هاتفك تحسب أن موعد لك بالاتصال قد أزف ولن يأزف...لن يتم. ومميزات كثيرة تصبح من حقك منها حرية الكلام بالعلن (أمام المواطنين) في جلساتهم واجتماعاتهم و.. جواز سفر أحمر اللون من سخونته.

ما علينا. تصحو يوم الانتخابات على مهلك على مزاجك بلا منغصات. هو يوم عطلة رسمية للدوائر والشركات والمركبات الحزينة التي تجعر ليل نهار في أيام الدوام. تصحو كما أسلفنا على صوت هديل الحمام (كثير الغلبة) الذي لا يكل ولا يمل، وعلى صوت زقزقة العصافير. هي أيضًا في عطلة رسمية.. أليس اليوم يوم الانتخابات؟!. تتناول إفطارك على مهل أنت والسيدة زوجتكم. وما تيسر من البنات والأولاد والأحفاد شقائق النعمان. بديع الزمان الهمزاني... حضرتكم اليوم.

إن كنت لا تنوي ممارسة حقك في الانتخاب، ستعود للنوم. أو ستستقل مركبتك لتخيّل في شوارع عمان الحبيبة الغالية والتي اشتقت لها ولكل ما فيها لكن على مهل وروااااق. أمّا إذا كنت ستقوم بممارسة حقك الانتخابي فستغتسل، تحلق كل ما فيك.ترتدي بذلة التشريفات وقد ملّت من الغفو في دولابك لسنين لقلة المناسبات التي تتطلب ارتداءها. هو بالنسبة لها أيضًا يوم عطلة رسمية!!. تتوكل على الله... تتصفّح هاتفك الخلوي فتجد أن وزنه قد ازداد كثيرًا بفعل الرسائل والتحايا الجميلة لك (فأنت في هذه الأيام موضع كل اهتمام) وذو خصال حميدة وشكل كما الورد ورائحة كما الياسمين؛ أومر تطاع.

ترتدي مركبتك بحريّة وتسير بها بسلاسة ويسر. تتبختر في شوارع المدينة التي تحتفل أيضًا بيوم الانتخاب وهي أيضًا في عطلة رسمية من مركبات ومغامرات من يهوون السباق من فوق رؤوس العباد، كذا من صراخ أبواق المركبات التي يتسلّى كثيرون بالضغط على ذيلها لتتأوه زعيقًا وهم في آخر الصف أمام إشارة ضوئية حمراء. ومن سير البعض بمسار (الزقزاق) يمين يسار فوق تحت بتجاوز الدور كأن لديهم موعد قد تأخروا عنه مع شخصية هامة!!. تسير... تتبختر (شايف حالك) في مركبتك. تصل بسهولة ويسر لمبتغاك... مدرسة ما في حيّكم حيث اسمكم (الكريم المبجّل) مسجل هنا كناخب. قد.... تجد مكانًا تصفّ فيه مركبتك وسط زحمة مركبات ذوي المرشح ومساعديه والصبايا اللواتي يحملن كروته... كذا الشباب مع تحية طيبة وهمس باسم المرشح بغض النظر؛ كان ضمن قائمة أو حزب. تقابل بكل الترحيب والاحترام.

تسير؛ يا أرض اتهدّي... ما عليكِ قدّي. تقترب من مدخل البناية. ترى رجال الأمن يقفون بكل احترام ومهابة. هم لا يتدخلون إلّا إذا كان أحدهم مشكلجي. بارك الله فيهم. مجرد أن يبدو طيف حضرتكم بالظهور من أول الممر يتسابق إليك صبايا أو شباب (متطوعون) لخدمتكم. هل تعرف رقم القاعة التي ستدلي بصوتك فيها... إن كان لا!! سيتحرّون عنها بهواتفهم. يدلونك على القاعة. قد ترى مرشحًا من المرشحين يرحب بك كأنه يعرفك منذ ولادتك.. تقف على باب قاعة الإدلاء بالاصوات. ترى اللجنة التي تدير وتراقب العملية. تشعر بالمهابة فكلهم جاد وصارم رغم اللطف الذي يبديه. تدخل تدلي بصوتك وتسير كما أتيت كما الطاووس نافش ريشه أو كما ديك الحبش.

مجرد أن تخرج من قاعة الانتخاب وتدلي بصوتك في زنزانتها... لن ينتبه إليك أحد. حتى الصبايا والشباب بتوع الدعاية للمرشحين يتجاهلونك وهم يتطلعون للقادم الجديد من مبدأ.. للقادم رقصة والمغادر... غصّة. تسير كطبيعتك بـ...لا ريش منفوش ولا شوفة حال. تسير بمركبتهم وقد لغمطوا ابهامك بلون داكن حتى لا تنتخب مرتين.

البعض يسير وهو رافع اصبعه.. السبابة بفخر أو كدليل أنه قد مارس حقه الانتخابي، والبعض يغمز به أمام ناظري من يهمه الأمر من مرشحين أو ذويهم أو وكلائهم...كإثبات. والبعض ممن يدعون لمقاطعة الانتخابات لكن يمارسونها خفية؛ يحاولون إخفاء شبهاتهم الحبرية بغسيل اليد مائة مرة لكن (الجهبذ الذي اخترع مثل هذا الحبر) كان من ربع اللزقة التي لا تزول إلا بعد شهر.إشهار إصبع السبابة علنًا في هذا اليوم يمارسه من يدعوا للانتخاب ويعد به التزامًا، كذا من يدعو لعدم الممارسة كدليل ثباته عند موقفه و..بدون أحبار.

البعض يعود لبيته لقضاء بقية النهار مع عائلته وهذا صعب المنال عادة. البعض الآخر يلف يدور على منازل أقاربه وذويه يستغل اليوم بصلة الرحم. والبعض يلف على مقرات المرشحين شاهرًا اصبع سبابته... عاليًا.. كما المجبصن. لن نقول «كل أربعة أعوام وأنتم بخير» بل كلّ يوم ونحن ووطننا بخير..

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF